Document

واقع الطلاق في المجتمع العماني : دراسة ميدانية.

Publisher
وزارة التنمية الاجتماعية.
Gregorian
2015
Language
Arabic
Arabic abstract
شهدت السلطنة في العقود الأربعة الأخيرة حتوالت سريعة في مختلف مجالات الحياة أدت إلى حدوث تغريات عميقة وواضحة في الأسرة العمانيةوامتدت إلى األدوار الاجتماعية اليت تلعبها. ومع االزدياد التدرجيي في أعداد املطلقني والمطلقات نتي جة للزيادة السكانية والعمرية، ًض ت ا على املستوى النسيب للمطلق ظهر التعدادات السكانية و معدلات الطلاق )العام واخلام( اخنفا ني خلال السنوات الماضية؛ كما تشير النسبة الاعلى من إجمالي المطلقنين في السلطنة. َ حصاءات إلى أن المطلقات يشكلن وتأيت هذه الدراسة- اليت جاءت في إطار التعاون املشرتك بني جامعة السلطان قابوس ممثلة في مركز الدراسات ال مان ع ية ووزارة التنمية الاجتماعية- الستقراء تداعيات التحوالت المجتمعية املعاصرة على استقرار األسرة ال مان ع ية، والتعرف على واقع الطلاق في المجتمع ال ماين ع في ضوء الأهداف التالية: 1 .الكشف عن واقع الطلاق في المجتمع ال ماين ع إحصائيا 2 .رصد أسباب حدوث الطلاق في المجتمع ال ماين ع 3 .التعرف على الآثار المترتبة على حدوث الطلاق 4 .وضع مقرتحات-في ضوء نتائج الدراسة- للحد من الطلاق في المجتمع ال ماين ع وتعد هذه الدراسة من البحوث الوصفية التحليلية اليت تستند على منهج املسح الاجتماعي بالعينة، مع اجلمع بني منهجي البحث الكمي والكفيي لتحقيق فهم أدق ملوضوع البحث. مشل تطبيق الدراسة كافة حمافظات السلطنة ممثلة في )19 )والية، ومشلت عينة الدراسة )396 )مطلقة و)117)مطلقا. وقد واجه فريق العمل تحديات تحديات بسبب حساسية موضوع الدراسة، وقلة الوعي جبدوى الدراسات البحثية من قبل أفراد المجتمع، وصعوبة الوصول إلى عينة ممثلة هلذه الفئة على مستوى السلطنة متثل ذلك في ضعف استجابة املبحوثني- من املطلقني الذكور ومن املطلقني والمطلقات في املستويات الاجتماعية والتعليمية والاقتصادية املتوسطة واملرتفعة- وعدم رغبتهم في اإلفصاح عن جتربتهم. كما أن قل ة الدراسات احمللية السابقة في هذا اجملال وقل ة اإلحصاءات املتوافرة في اجلهات الرمسية وتضارهبا في بعض ً األحيان أضاف عبئ ً ا إضافيا على فريق الدراسة، ترتب عليه إجراء املزيد من املقارنة بني البيانات املختلفة وإعادة جدولة بعض االحصاءات للوصول لألرقام اليت تليب احتياجات الدراسة احلالية. وبينت نتائج الدراسة- من خلال العينة املدروسة- أن الطلاق يزداد بني الفئات الشابة والفئات ذات املستويات التعليمية والاقتصادية املنخفضة. كما أظهرت اإلحصائيات الرمسية لتعداد عام 2010م أن 47 %من المطلقات في السلطنة حيصلن على راتب الضمان الاجتماعي مما يعكس وضعهن الاقتصادي الصعب حيث جاءت هذه النتائج مطابقة لتحليل بيانات التعدادات السكانية الثالث. و كما أشارت نتائج الدراسة إلى أن احتمالية حدوث الطلاق تزداد خلال السنوات األربع األوىل من عمر الزواج، ويرجع سوء التوافق الزواجي إلى أسباب عديدة منها: الزواج التقليدي، والزواج باإلكراه، وعدم توفر مسكن مستقل. كما أنه مؤشر واضح على صعوبة تأقلم بعض املتزوجني على احلياة الزوجية وما حتمله من مسؤوليات وواجبات على الطرفني. وعلى الرغم من تنوع أسباب وقوع الطلاق لدى عينة الدراسة إال أن استجابات الذكور واإلناث تشري إلى أن العنف بكافة دت أسباب مشرتكة بني اجلنسني وإن اخت جِ أشكاله املادية واللفظية يأيت في طليعة قائمة أسباب وقوع الطلاق، في حني و لفت في الترتيب. وحسب عينة املطلقني الذكور تكمن أهم ثالثة أسباب للطالق في: عدم رغبة الزوجة في استمرار احلياة الزوجية مع عدم مراعاهتا للحقوق الزوجية، وعدم التوافق و الشقاق بني الزوجني، باإلضافة إلى الزواج التقليدي املرتب من قبل األهل. أما أهم أسباب الطلاق حبسب المطلقات من عينة الدراسة فتمثلت في: عدم االحرتام وسوء املعاملة واإلمهال، واالحنراف السلوكي للزوج، وهجر الزوجة أو غياب الزوج املستمر. ومن واقع نتائج هذه الدراسة رفع املطلقون و المطلقات –على حد سواء- أصبع االهتام لتدخالت األهل في اخلصوصيات الزوجية، كما أشارت النتائج إلى أهمية الاستعداد المؤدي في الاستقرار الزواجي. وقد اتفقت عينة َت النتائج أهمية قيام العلاقة الزوجية على أسس من الدراسة من اجلنسني على الدور الجوهري للأهل في استقرار الزواج. وبين االحرتام وتحمل المسؤولية لتعزيز التفاهم بني الطرفين في حال حدوث خالفات زوجية. كما أشارت إلى أسباب قد ال تطرح للنقاش بشكل مباشر في المجتمع ال ماين ع ً ، ولكن يبقى تأثريها خطريا على استقرار الزواج واألسرة وهي املشكالت اجلنسية املختلفة ومشكلات اإلدمان بأنواعه. وأظهرت نتائج الدراسة أن الغالبية العظمى من عينة الدراسة من اجلنسني- بنسبة تقارب )70 - )%تعاين آثارا تحديات جراء حدوث الطلاق. وقد زادت نسبة المطلقات الاليت عانني من مشاكل ما بعد الطلاق عن نسبة املطلقني مما يشري إلى معاناة المطلقات بشكل خاص، مما يؤكد نتائج الدراسات السابقة اليت أشارت إلى أن آثار الطلاق تقع بشكل مباشر على املطلقة واألبناء. ومبقارنة اآلثار الاقتصادية والاجتماعية والنفسية املختلفة على عينة املطلقني والمطلقات جند اختالفا في ترتيب هذه اآلثار حبسب اجلنس حيث يعاين املطلقون بشكل أساسي من احلرمان العاطفي، ونظرة المجتمع ومضايقات الوسط الاجتماعي احمليط، واملشكالت املادية، أما المطلقات فتتعاظم معاناهتن من املشكالت املادية، ومنها: عدم توفر مصدر دخل ثابت، وعدم كفاية الدخل، وعدم التزام األب بدفع نفقة األبناء، وعدم احلصول على معاش الضمان الاجتماعي. مث تأيت مشكلات املسكن حيث تواجه )2.63 )%من المطلقات- وخاصة احلاضنات ألطفاهلن- مشاكل مرتبطة بعدم وجود مسكن مستقل بعد الطلاق. وقدمت عينة الدراسة مقترحات للحد من الطلاق- من وجهة نظرهم وحبسب خربة الطلاق اليت مروا هبا- ومنها: ضرورة مشاركة الفتاة أهلها في اختيار الزوج تليها -بالأهمية نفسها- الإلمام بالمعارف المتعلقة بالحياة الزو جية، وأمهية تثقيفي للمقبلين على الزواج، وتثقيف للمرأة بحقوقها الشرعية في إطار الزواج وعدم تدخل الأهل في خصوصيات الزوجين. لقد كشفت هذه الدراسة أن مجتمع البحث يتعرض للعديد من ملامح التغير، وسوف يشهد المجتمع العماني من ذلك خلال مزيد المرحلة القادمة، و بنا ء عليه تقدمت الدراسة بجملة من التوصيات تم تقسيمها إلى المحاور التالية: المحور التوعوي الخاص بالأفراد المقبلين على الزواج وبعموم المجتمع، والمحور العلاجي الخاص بالأزواج المنفصلين أو المطلقين فعليا والمحور القانوني المتعلق بقوانين وبنود الطلاق، والمحورالبحثي المتعلق بموضوع الطلاق.
Member of