هدفت الدّراسة إلى الكشف عن فاعليّة برنامج تدريسي قائم على التّعليم المتمايز في اكتساب طلبة الصّف التّاسع الأساسي إستراتيجيّات فهم المقروء ومهارات القراءة الإبداعيّة والاتّجاه نحو القراءة، ولتحقيق هذا الهدف استخدمت الدّراسة عددًا من الأدوات والموّاد، هي: قائمة إستراتيجيّات فهم المقروء واختبار إستراتيجيّات فهم المقروء، وقائمة مهارات القراءة الإبداعية واختبار مهارات القراءة الإبداعيّة، ومقياس الاتجاه نحو القراءة، ومقياس الذّكاءات المتعددة، والبرنامج التّدريسي القائم على التّعليم المتمايز.
أمّا عيّنة الدّراسة فتكوّنت من مجموعتين: ضابطة وتجريبيّة، شملت الضّابطة (61) طالبًا وطالبة، والتّجريبيّة (63) طالبًا وطالبة، وقد استخدمت الدّراسة المنهج شبه التجّريبي وتوصّلت إلى النتائج الآتية:
? وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (?? 0.05) بين المجموعتين التّجريبية والضّابطة في التّطبيق البعدي لاستراتيجيات فهم المقروء، واختبار مهارات القراءة الإبداعية ومقياس الاتّجاه نحو القراءة لصالح المجموعة التجريبية.
? وجود فروق دالة إحصائيا عند مستوى الدلالة (?? 0.05) في استراتيجيات فهم المقروء، واختبار مهارات القراءة الإبداعية بين المجموعتين التجريبية والضابطة؛ تعزى إلى النّوع الاجتماعي لصالح الإناث في المجموعتين التجريبية والضابطة في إستراتيجيّات فهم المقروء، أما بالنسبة لمهارات القراءة الإبداعيّة فقد كانت الفروق لصالح الذّكور في المجموعة الضّابطة، ولصالح الإناث في المجموعة التّجريبية.
? عدم وجود فروق في الاتّجاه نحو القراءة بين المجموعتين التّجريبية والضّابطة؛ يعزى إلى النّوع الاجتماعي.
? وجود أثر دالّ إحصائيّا للتّفاعل بين المجموعة (تجريبيّة، ضابطة) والنوع الاجتماعي على استراتيجيات فهم المقروء، ومهارات القراءة الإبداعيّة، وفي المقابل لم يكن هناك أثر دالّ إحصائيّا لهذا التّفاعل في الاتّجاه نحو القراءة.
وفي ضوء النتائج السابقة أوصت الباحثة بعدد من التّوصيات والمقترحات، منها: تطوير سجلّات إعداد الخطط الدراسيّة لتتماشى مع إجراءات التّعليم المتمايز بمراحله الثلاث: التّخطيط، والّتنفيذ والتّقويم. وتصميم مناهج اللّغة العربيّة بما يتناسب مع التّعليم المتمايز؛ بحيث تتضمّن محتوى متنوعّا، ومرنًا قابلًا أن يًدرّس بطرائق متنوّعة، وبأساليب تراعي التّمايز بين الطلبة. وتصميم البيئات الصفية (الواقعيّة والافتراضية) بحيث تكون متنوعة الأركان التعليمية: البصريّ والسّمعي والمهاريّ؛ لتراعي تفضيلات الطّلبة واهتماماتهم. وتصنيف الطّلبة في المدارس حسب أنواع ذكاءاتهم وأنماط تعلّمهم وقدراتهم وامكاناتهم ومهاراتهم القرائيّة والكتابيّة، وتقليل الكثافة الطلابيّة في الفصول الدراسيّة، وإجراء دراسات وصفية تكشف درجة امتلاك الطلبة لإستراتيجيّات فهم المقروء ومهارات القراءة الإبداعية، وعلاقة ذلك باتجاهاتهم نحو القراءة. واختبار فاعليّة برنامج تدريسي قائم التعليم المتمايز في تنمية الذّكاءات المتعدّدة للطلبة، والمهارات اللّغويّة الأخرى، وإجراء دراسات مسحية لأنواع الذّكاءات المتعدّدة، وأنماط التّعلم، والاهتمامات والميول في الصّفوف من (5-10).