تستهدف الدراسة إبراز حقيقة العلاقة الجدلية بين حقول معرفية ثلاثة، تتمثل في حقول الفقه والتاريخ والجيوبوليطيقا. وتؤسس مقاربتنا على حقيقة أخرى بدهية، وهي وحدة المعرفة؛ إذ من المعلوم أن ظاهرة التخصص في العلوم المختلفة لم يكن إلا منهجأ إجرائية؛ بغية الدراسة المتعمقة الموضوعات معرفية متجانسة وفق مناهج مناسبة الطبيعة تلك الموضوعات، وهو ما تمثل في ظاهرة تصنيف العلوم وليس أدل على حقيقة وحدة المعرفة من كون الفلسفة - منذ العصور القديمة وحتى بدايات العصر الحديث - كانت تحوي كافة المعارف، حتى نعتت حقا بأنها «أم المعلوم) وإذ خفت صوت الفلسفة - نسبية - بعد ذيوع ظاهرة التخصص العلمي، فقد استعادت مكانتها حالية باعتبارها «سيكماتار» قادرة على لم شتات المعارف الجديدة التي تمخض عنها العلم الحديث بأجناسه المتعددة، وقد ساعد على ذلك ما أسفر عن التخصص العلمي الدقيق من ظاهرة ما عرف باسم العلوم البينية»، أو العلوم المساعدة كضرورة منهجية ناتجة عن تشابك الحقول المعرفية، بحيث يستحيل حصر معارف كل علم في حقل واحد.