تعد مرحلة الطفولة من المراحل المهمّة في حياة الانسان لأنها المرحلة التي يتم من خلالها تكوين القدرات والاستعدادات الجسمية والنفسية والعقلية، وكذلك اشباع حاجاته وميوله، وتزويده بالقيم والاتجاهات الاجتماعية، وا لأساليب السلوكية، والمهارات العلمية؛ ليستطيع من خلالها مواكبة التقدم والتكيف مع البيئة وبناء مجتمع متح 􀁽ضر قادر على مواكبة متطلبات العصر. إن الطفل عندما يلتحق بسوق العمل يتعرض للعديد من المشكلات والمخاطر وعقوبات العمل التي تؤثر بالسلب في جميع جوانب نموه، وتتمثل بنضج غير ثابت في انفعالاته، وميله للثورة والغضب، ويكسبه ذلك القيم، والعادات، والاتجاهات، والسلوكيات السلبية.
هدفت هذه الدرا 􀀶سة للتعرف على حجم مشكلة عمالة الأطفال وانتشارها الجغرافي في المجتمع العماني، والتعرف على الخصائص الاجتماعية والتعليمية والاقتصادية للطفل العماني العامل، وأهم الأسباب الصحية، والنفسية، والأسرية، والاقتصادية التي تقف وراء عمل الأطفال، وأبرز المخاطر والحوادث التي يتعرض لها الطفل العامل وما هي مجالات عمل الأطفال في السلطنة. تحدد مجتمع الدرا سة الحالية بالأطفال العاملين في محافظات السلطنة وبلغت عينة الدرا سة (331) طفلا عمانيًا تراوحت أعمارهم من 7 إلى 18 􀀶سنة، وتم بناء أداة استبانة اعتمدت على المقابلة
مع الطفل العامل. تضمنت الا ستبانة ) (47) سبعا و أربعين سؤالا، قُسمت لستة أجزاء: يحتوي الجزء الأول على بيانات أولية عن الطفل العامل، والجزء الثاني على بيانات عن أسرة المبحوث والثالث على الحالة السكنية للأسرة، والرابع على الو ضع الاقتصادي والمعيشي للأ سرة، والخامس على الحالة العملية للطفل العامل، والسادس على ر ؤية الطفل العامل للأسباب التي دفعت به للعمل. وبعد تحليل البيانات احصائيا تم التوصل إلى عدد من النتائج: منها أن الأطفال الغالبية العظمى من الأطفال العاملين هم من سكان محافظة مسقط، إذ بلغت نسبتهم أثناء الدرا سة ) 37.5 %(، ونسبة ) 26.9 %( من محافظة شمال وجنوب الباطنة. كما بينت الدرا سة بأن أغلب الأطفال العاملين هم من الذكور بنسبة ) 94 %(
مقابل ) 6% من نسبة الإناث وممن تراوحت أعمارهم بين ) 16 - 18 ( سنة، و أن ) 56.8 %(من هؤلاء الأطفال في المرحلة التعليمية بين العا شر-والثاني عشر. ومن خلال الدراسة أي ضا وجد ب ن معظم المبحوثين ينتمون لى أ سر فيها الآباء والأمهات بمستوى تعليمي منخفض، وبدخل للأسرة يبد أ من 300 ريال فأكثر، وبالنظر إلى طبيعة عمل الأطفال لدى عينة الدراسة فإننا نجد أن غالبية الأعمال تتركز على الاعمال التقليدية المتوارثة مثل 􀀸صيد الا 􀀶سماك والزرعة والرعي والاعمال الب 􀁺سيطة الأرى ووالتي لا
تحتاج إلى مهارة وتتسم بقربها من الم 􀁺سكن الذي يعي 􀁻ش فيه الطفل للاح 􀁺سا 􀀶سه بالامن ، وخلصت إلى أن ن 􀁺سبة ) 48.3 %( منهم يعملون في مهنة 􀀸صيد الأ 􀀶سماك، وتلتها مهنة بائع بن 􀁺سبة ) 23.6 %(، وبيع اللحم
الم 􀁻 وشيّ بن 􀁺سبة ) 10.6 %(، وكانت أهم المخاطر والحوادث التي يتعر 􀀹ض لها الطفل العامل 􀀶سوء الأنواء
الجوية ) 􀀷شدة الحرارة ، ا أ لمطار ، الرياح وغيرها ( إذ بلغت نسبتها ) 24 %(، ومن المخاطر أي ً􀁽ضا الجروح
وانقطاع و 􀀶سيلة التوا 􀀸صل والمعاملة ال 􀁺سيئة من أ صحاب الأعمال ، بالاضافة لمخاطر البحر كالغرق وغيرها ،
فضلا عن أن معظم الأطفال العاملين يعملون طيلة أيام الأ 􀀶سبوع، وهذا م 􀂡ؤ 􀀷شر 􀀶سلبي؛ لأن له تأثيرات في
الطفل العامل و 􀀸صحته وحاجاته النف 􀁺سية والاجتماعية. كما أن معظم ا الأطفال العاملين بدأؤوا من فترات
طويلة في العمل أكثر من ثلاث سنوات. خرجت الدراسة بعدد من التو 􀀸صيات والمقترحات التي ت 􀁺سعى إلى
و ضع استراتيجيات من شأنها التصدي لهذه المشكلة وحماية الأسرة و أفرادها من التأثيرات الخارجية
والداخلية لتحقيق 􀀶سيا 􀀶سة وطنية تكفل حماية الطفل ورعايته.
􀀀􀀀􀀀􀀀􀀀􀀀􀀀 􀀀􀀀􀀀􀀀􀀀􀀀􀀀􀀀